سمعت مرة احد الشعراء يقول (اعتقد انه الشاعر
اللبناني عباس بيضون) : "ان كل علماء الارض لن يستطيعوا تفسير رائحة اول
المطر"، لكن يبدو ان بيضون كان مخطئا!
في الحقيقة، يعتقد بعض العلماء ان الناس قد ورثوا حبهم
لرائحة المطر عن اسلافهم الذين كانوا يعتمدون على مياه الامطار من اجل بقائهم. لكن هل يجعل هذا رائحة المطر جميلة؟!
في الحقيقة ان هناك العديد من الروائح الجميلة التي يستمتع فيها الناس عندما تمطر الدنيا ولكن سببها تفاعلات كيماوية:
في الحقيقة ان هناك العديد من الروائح الجميلة التي يستمتع فيها الناس عندما تمطر الدنيا ولكن سببها تفاعلات كيماوية:
احد هذه الروائح يعرف ب"بِترِكور" (petrichor) وهي الرائحة التي
تنتشر عندما يهبط المطر على ارض جافة بعد انقطاع للمطر زمن طويل، مثل اول امطار
فصل الشتاء التي تبدا عادة في الخريف. وتعود تسمية بتركور الى العام 1964 لعالمين
استراليين درسا رائحة الطقس الرطب، حيث ان التسمية مشتقة من زوج من التفاعلات
الكيميائية.
بعض النباتات تفرز زيوت خلال الفترات الجافة،
وعندما تمطر تنتشر هذه الزيوت في الهواء، والتفاعل الثاني الذي بنتج البتركور يحدث
من الكيماويات الناتجة عن البكتيريا التي تعيش في التربة، والتي تعرف باسم
آكتنومايسيتس (actinomycetes)
(او الفطريات الشعاعية) والتي تنتشر في الجو بعد المطر. وهذه المركبات العطرية (aromatic compounds) تجتمع لتخلق الرائحة الزكية المبهجة
للبتركور عندما ترتطم حبات المطر بالأرض.
وهناك رائحة زكية اخرى مرتبطة بالمطر وهي الأوزون،
فخلال العواصف الرعدية يمكن للبرق ان يفكك جزيئات الاوكسجين والنيتروجين الموجودة
في الجو، حيث يمكن لهذه الجزيئات ان تعيد الالتحام لتشكل اوكسيد النيتريك (nitric oxide)، حيث
تتفاعل هذه المادة مع مواد كيماوية اخرى في الجو لتشكل غاز الأوزون، والذي يمتلك
رائحة قوية جدا تذكرنا نوعا ما برائحة
الكلور.
وعندما يقول احدهم انه
يشتم رائحة مطر في الجو قبل ان تمطر، بمعنى ان المطر قادم، فهذا
قد يكون بسبب ان الرياح القادمة من عاصفة ماطرة على مسافة قريبة قد حملت معها الاوزون اليه.
قد يكون بسبب ان الرياح القادمة من عاصفة ماطرة على مسافة قريبة قد حملت معها الاوزون اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق