من الممكن ان تكون حركات وطبيعة طيران الطيور والخفافيش والحشرات مصدر الهام للتصاميم الجديدة للروبوتات
الطائرة، هذا ما يقوله العلماء الذين يستخدمون الطبيعة كمرشد لتطوير تكنولوجيا ابتكاريه
للطائرات بدون طيار.
وكشفت دراسة نشرت في مجلة " the journal Bioinspiration & Biomimetics" ان هناك 14 فريق بحثي يجرون
بحوثهم الان حول التحكم في الطيران مستلهمين افكارهم من المخلوقات الطائرة حيث
انهم يستعيرون افكارهم من الطبيعة لتحسين اداء الطائرات بدون طيار.
وقد صرح مسئولون من معهد الفيزياء في المملكة المتحدة (IOP): "نحن نأمل بإيجاد
حلول يمكنها ان تؤدي الى استخدام الطائرات بدون طيار في بيئات حضرية معقدة، بحيث
يمكنها تجنب العوائق او التقاط وتوزيع أشياء، بالإضافة الى تحسين عملية الاقلاع
والهبوط على سطوح غير منتظمة. حيث سيمكن ذلك هذه التكنولوجيا من استخدامات متعددة الاغراض، كالمراقبة والاشراف العسكري، عمليات
البحث والانقاذ، الكاميرات الطائرة او النقل البريدي. ولذلك تحتاج هذه الطائرات
الى تحكم طيران عال االدقة.
وكجزء من هذه ألمبادرة،
قام فريق بحث من هنغاريا باستخدام خوارزمية (Algorithm) لطيران تسع طائرات رباعية المروحة (quadcopter) لتتبع سيارة
متحركة. قامت مجموعة بحثية اخرى من جامعة هارفارد بتصميم طائرة بدون طيار صغيرة
جدا (بحجم قطعة نقود معدنية) قادرة على ان تحلق وتحوم في الجو.
لكن ولان عاصفة
مفاجئة من الرياح يمكنها ان تقذف بهذه الطائرة الصغيرة عن مسارها، فقد اخذ
الباحثون من جامعات نورث كارولينا وجامعة كاليفورنيا وجامعة جون هوبكنز يدرسون كيف
يمكن للفراشة الصقرية ان تتعامل مع الظروف العاصفة وكيف يمكنها ان تستعيد السيطرة حتى بعد عاصفة قوية وكيفية لاستفادة من حركة
الفراشة في تطوير هذه الطائرات.
وقد استلهم علماء اخرون من جامعة شيربروك في كندا وجامعة ستانفورد بعض
الافكار من السناجيب الطائرة، والافاعي والاسماك الطائرة لتصميم "طائرة قافزة"
(Jumpglider)،
حيث تحاكي هذه الطائرة اليات الديناميكا الهوائية (aerodynamic) و مدى القفز التي تستخدمها
هذه المخلوقات لتجنب المفترسات. شكل هذه الطائرة يشبه الطائرة العادية لكنها مزودة
بأقدام مكيكانيكية زنبركية لدفع الطائرة في الهواء. وقال الباحثون ان هذه الطائرة
القفازة يمكن ان تستخدم في عمليات البحث والإنقاذ لأنها قادرة على المناورة في
مناطق وعرة وسط كثير من العقبات.